حكايات بيت الرحايمة_الفصل الرابع عشر_ج1 بقلم هالة الشاعر

 حكايات بيت الرحايمة
الحكاية الرابعة عشر
(حكاية توحة) 

(1)

 


مرت الأيام ما إن تأكدت الجدة من ذهاب ياسمين وفقدانها حتى صمتت، كل الخيوط طارت من بين أيديها وكلما اعتبرت واحدة أبنه لها ضاعت.

ربما أنا اسبب الحزن لمن هم حولي فقط لهذا ذهبن جميعا.. لهذا فقدتهن!

"أستغفر الله العظيم أنه الشيطان فقط الشيطان يحاول الولوج إلى رأسك يا فتحية لا تدعيه يرتع بها".



الوردة مجرد غصن، وريقاتها الحمراء تساقطت ذابلة فوق التربة نظرت لها بحزن وجلال يراقبها.

زمجر بغضب

"أرمي عليها التراب وأخرجيها من هنا".

التفتت له ببطيء وجمود بالغ

"تريد قتل ابنتي مرة أخرى".

"هل جننت يا امرأة إنه قدر الله!، تعترضين على قدر الله!".

التفتت له بكليتها وتحدثت بثقة وغضب أصابه بالرعشة

"يوما ما سوف نقف أنا وأنت أمام الله يا جلال وسوف تعلم حينها أن دم ابنتي في رقبتك".

صرخ من بين أسنانه

"قلبك أسود، قلبك أسود"

"قتلتها! أنت قتلتها من أجل أبنك لن أسامحك أبدا....."

*

أتت حميدة تغلي كالمرجل، سوف تحيل حياتهم إلى جحيم يمنعونها عن شقة أبنها قائلين إنها تخص ياسمين سوف تعوض جزء من خسارتها الذهب بأي طريقة كانت، قبل أن تطرق الباب سمعت صراخ توحة مع جلال القهر والغل بصوت توحة لم تسمعهم أبدا من قبل، ومن ثم جحظت عيونها بشدة ووضعت يدها تكتم فمها من هول الصدمة وغمغمت غير مصدقة

"ليس أبنها؟!!".

شعرت باقتراب خروج جلال فعادت مهروله إلى بيتها سألها عبد الرازق بنزق بالغ

"ها ما الذي قالته لك؟".

جمدت مكانها تنظر له برعب من صدمتها ومن ثم دلفت لغرفتها دون أن تتحدث إلية.

***

محبط بأس حزين

"أستغفر الله العظيم، ما بك يا عوض ما بك؟، صغيرة مثل تلك تكسرك؟!"

أخذته والدته إلى عروس وأخفت نصف المعلومات التي تهم عوض عنه، أخبرته قبل دخول الفتاة بدقائق فقط بأنها بالرابعة عشر من عمرها، حنق منها بشدة وأخبرها بأنه كان رافض للفتاة لأنها بالسابعة عشر!.

"لتربيها على يدك".

"أربي ماذا يا أمي أريد من أحدثها وتحدثني وتؤنسي وحدتي ما الذي سوف أفعله مع فتاه بالرابعة عشر العب معها الأولى؟!، هيا يا أمي هداك الله!".

هم بالذهاب ولكنها جذبته من ذراعه

"المسكينة يتيمة وتعيش مع عمها وزوجه عمها التي تنغص عليها عيشها، أكسب فيها ثواب".

تحدث من بين أسنانه

"يا أمي بالله عليك هيا من هنا!".

دلف عم الصغيرة وهو محرج

"شرف كبير لنا يا أستاذ عوض والله".

"يا حاج عبد الفتاح وأنا الأخر الشرف لي لكن أعذرني فأمي لم تخبرني...".

دلفت فتاة تبكي بشدة وصوتها رفيع جدا وما إن رأت عوض حتى صرخت بوجهه

"لا أريـــــــــد".

جزع عوض ورجع للخلف صوتها رفيع جدا مريع!

قرصتها زوجه عمها وأجلستها بالقوة في المجلس

"أخرج من هنا لا اريد أن أتزوج منك أيها القبيح!!".

زم عوض شفتيه بحنق ونظر لوالدته فتحدثت معها بحرج بالغ

"لا يجوز يا بنيتي هذا الكلام لا تعيبي في خلقة الله!".

"يا خاله استحلفتك بالله أنهم يريدون تزويجي لهذا المشوه لأنهم لن يدفعوا شيء بجهازي والله أبي ترك لي نقود، حسبي الله فيهم".

فركت عيونها وبكت بقوة وعمها تتسع حدقتيه كي تصمت لكنها لم تفعل أبدا".

ضرب عوض فخذيه بحنق بالغ وهم بالوقوف فقذفت به وسائد الاريكة

"أبتعد عني أيها القبيـــح".

فصرخ بوجهها

"قسما بالله لو دفعوا لي المال لمَ تزوجت منك يا صافرة الازعاج أنت!.. صوتك مزعج

صوتك مزعج

هل تفهمين ذلك جيدا يا بنت؟

صوتك مزعــــــــــج!!".

والتفت لعمها من بين أسنانه

"بالله عليك كيف سوف تزوجها بهذه السن؟! وهي لم تتربي بعد!".

وأخذ والدته وهو حانق بشدة.

ترك والدته التي تشعر بالخجل الشديد لأنها كذبت عليه وغادر.

ساقته أقدامه إلى بيت النادي، منذ ان أنقذ خديجة ابنتهم وقدماه تسوقه رغما عنه إلى منزل والدها هنا عله يلمحها من نافذه او أمام المنزل

لا يجوز يا عوض

أريد فقط أن أطمأن أنها بخير حينها سوف تخرج من رأسي.

لكن تلك المرة المنزل كان مضاء بالأنوار والاغاني العالية من حوله وأمام البيت فرقة من الأحصنة ترقص، أقترب بقلب مثقل بالأحزان ببطيء بالغ

ترى لم هذا الفرح!

رأه ابن عمها طالب لديه ويحب عوض ركض نحوه سريعا

"والله تشرفنا يا أستاذ عوض تعال بالداخل لتناول الحلوى"

شكره عوض وربت على صدره بمحبة وسأله عن صاحب الفرح

"خديجة ابنه عمي، اليوم عقد قرانها".

هوى قلبه أرضا وثقل جسده رغما عنه، أخذ الصبي علبه من العصير الذي يوزع وأعطاها لعوض بحبور بالغ

"تفضل بالله يا أستاذ عوض".

شكره عوض وقدمت سيارة فارهة جدا لو باع عوض كليتيه لما تمكن من أن يتحصل على إطار واحد من أطرها!، نزل منها رجل قوي وسيم مفتول العضلات فأشار الصبي بفرح

"ها هو العريس ياسين الخواجة"

"اليس متزوج ولديه أولاد!".

غمغم عوض رغما عنه بعد أن تعرف عليه عائلته من أغنياء البلدة

تحرج الصبي

"أ أجل بالفعل، خديجة زوجه ثانية".

فدافع عوض بحمائية بالغة أذهلت الصبي

"ما بها خديجة النادي زينه بنات البلدة كلها للتزوج كزوجة ثانية؟!".

أقترب الصبي منه وأخذه بعيدا

"والله يا أستاذ عوض معك حق!، كلنا رفضنا ووالدها أيضا لكن ياسين أشترى لها أرض كبيرة وسوف يبني لها بيت لم يبني مثله بالبلدة ومهرها وشبكتها لم تمر على فتاة في بلدتنا من قبل ووعد عمي بتركها تنهي جامعتها، له سنوات يطلبها واليوم فقط سوف ينال مرادة".

أستأذن عوض منه وهو يشعر بالدوار، كل شيء يسير بالمال والجاه وربما الوسامة وهو لا يملك أي منهم!، عاد للمنزل بعد أن أوقف عربه توك توك، عادة ما يسير إلى منزله فراتبه لا يتحمل ركوب هذه العربة الصغيرة كل يوم لكن قدماه كانت ثقيلة بشكل مؤلم!.

دلف إلى غرفة ووضع علبه العصير فوق مكتبه ونظر لها، سوف تبقي تلك العلبة هنا أمام ناظريه طوال الوقت، وكلما فكر بها أو مرت على باله ذكرته تلك العلبة بأنها أصبحت لغيرة ولا تجوز له.

***

جلست أرضا والدموع تنهمر من عيونها بشدة

"هرمت.. هرمت كثيرا وواجهت الكثير بعمرها ولم تعد تستطع، الله وحدة يعلم كيف صبرت وتحملت، التفتت بعيونها في المكان تحاول تذكر كيف كان شكله من قبل، والعودة بذاكرتها للخلف يوم حضرت لهذا البيت وكان غرفة سقفها من الخوص وهي بالرابعة عشرة إلى أن عمرته جزء جزء يوما بعد يوم!.

"لا تذهب يا جلال استحلفتك بالله بألا تذهب".

"يكفي يا فتحية لا أرض لي لقد أخذوا أرضي أنسيتي سوف أذهب من أجل ارسال المال لك من أجل الأرض".

بكت بشدة تضمه لها وصغيرتها ذات العامين تبكي بشدة هي الأخرى

"لا تعذبي أمك يا نسيمة".

ضمته الصغيرة بكل قوتها تحبه ولم تفارقه أبدا،

"أذهبي لبيت أبيك يا فتحية".

رفضت بقوة

"لا سوف أمكث هنا وأعمر البيت، لا تتأخر علينا وأكتب لنا كل شهر بالله عليك!".

ودعهم والدموع تنهمر من كل منهم هي ابنه عمه إلا أنه هناك مشاكل بين والديهم من أجل الورث وتزوجوا بمعجزة كرهها الجميع ببيت عمها ففروا إلا أطراف البلدة حيث أرخص مكان أستطاع جلال شراء به تلك الغرفة من الطين وسقفها ضعيف متهالك من الخوص.

التفت مرة أخرى يناظرها بعيونه ضفيرتيها سميكتين باللون الأسود طويلتين يتدليان من منديلها الجميل وعيون كحيله بنيه ووجنتين ورديتين، كيف سوف يفارقها؟ كيف؟!.

 تحامل على نفسه وغادرهم سريعا قبل أن يعود للخلف، ضمت صغيرتها لها بقوة المشاكل الأخيرة بين العائلتين تمادت حتى أن أخوتها قاطعوها.. هي حرفيا بمفردها الآن، فرصه السفر أتت لجلال الذي قرر السفر من أجل شراء أرض وبناء بيت لهم.

مرت الأيام وفتحت منديلها الصغير الذي يحوي نقودها القليلة جدا، خلعت حلقها وحلق نسيمة صغيرتها وذهبت لبيعهم وعادت ومعها صغار من الفراخ والبط.

*

"ما هذا؟".

سألت صغيرتها بتلعثم رفعت رأسها وهي تلهث بشدة، تركها جلال وهي حامل لم تعلم بالحمل سوى بعد ذهابه أخبرته في رسالتها الأولى على الفور ظنت أنه سوف يعود لكنه لم يعد وإلى الآن لم يرسل لها أي مال.

"عشه يا نسيمة كبرت الصيصان ولابد من بناء عشة كبيرة لهم هيا أحضري المزيد من المياه والقش، اسرعي قبل ان تغيب الشمس".

تعجن الطين وحدها وتبني العشة التي سوف تحوي مستقبلها هي وابنتها ولم تعلم بعد لماذا لم يرسل لها جلال المال ولمَ لم يعود فور سماعه بحملها ألا يعلم بأنها وحدها تماما.

*

ضغطت بطنها بألم أصبحت في الشهر السابع جذبتها صغيرتها من عباءتها

"أنا جائعة أمي".

"حاضر يا قلب أمك سوف نبيع البيض وأتي لك بكل ما تريدين".

أنزلت السلة من فوق رأسها بعدما وصلت للبقال الأقرب لهم

ابتسامته اللزجة شقت ثغرة بينما تلهث هي من ثقل تنفسها، الحياة القت بحملها عليها وتركتها وحيدة

"بشرت دجاجتك أخيرا يا فتحية!".

تعامل معها أهل البلدة بسذاجة حينما رأوها تبني العشة وتأتي بالدجاج كي تأكل رزقها بالحلال.

"ألا تكفيك النقود التي يرسلها لك أبو نسيمة؟!".

"تكفيني وتفيض لكني امرأة حرة.. أحب ألا أجلس بلا عمل، خذ هذا البيض".

خسف بثمنه الأرض حرفيا! نظرت لصغيرتها الجائعة وكبتت دموعها وقهرها

وأخذت طعام مقابل البيض وعادت لمنزلها تكبت دموعها، كيف تركها جلال هكذا دون نقود وهو يعلم بأنها باعت ذهبها كله من أجل سفرة وألا نقود معها البتة!.

*

أرسلت له رسالة بأن يأتي وبأنها وحيدة وسوف تلد قريبا وتحتاجه بشدة فأرسل لها أخيرا نقود لكنه أخبرها بعدم استطاعته المجيء.

ذهلت للمبلغ الموجود معها وهرعت إلى شيخ الجامع تريد شراء الأرض خلفها مباشرة، كانت قطعه صغيرة إلا أنها كانت بغاية السعادة والفرح كتبتها وسجلتها وكان الشيخ معها بكل الخطوات يشجعها.

*

ضربت بالفأس في أرضها بحماسة شديدة وناظرتها صغيرتها بذهول

"ما هذا أمي؟".

أجابتها بفرح وسعادة كبيرة

"سوف أزرع لك البطاطا والبطاطس التي تحبين يا قلب أمك، لن نحتاج شيء أبدا بعد اليوم والدك أرسل لنا المال أخيرا"

مع ضربه الفأس التي تليها صرخت فتحية بشدة سقط الفأس وكذلك ماء الرأس نزل من بين ساقيها يروي الأرض التي حرثتها حديثا!.

"أركضي يا نسيمة.. اركضي لجارتنا أخبريها أن تأتيني بالقابلة الآن!".

ركضت الصغيرة بسرعة حيث بيت جارتهم لقد كونت فتحية معها صداقه وأهدتها بالكثير من الدجاج والبيض كي تكون معها يوم ولادتها أتت بالفعل على وجه السرعة ووضعت مولودها

"ولد ولد ما الذي سوف تسمية له يا فتحية؟".

ابتسمت بإنهاك والعرق يسقط عنها بغزارة

"عبد العظيم.. سوف اسمية عبد العظيم".

فوجوده تجلي لرحمة وعظمة الخالق الذي رفق بها وبوحدتها وهداها إلى أن تسير أمورها بهذا الشكل.

أتى جلال أخيرا بعد عام من ذهابه أحواله متغيرة وساخط على البلدة وأوضاعها والمعيشة المتدنية، ومعه مبلغ من المال كان يريد صرفه هنا وهناك بأشياء فارغة لكن فتحية وقفت له بقوة واشترت الأرض التي تقع خلف أرضها مباشرة بعد الكثير من المحايلة على صاحبها.

مكث القليل وعاد لغربته وهي عادت لكفاحها، استأجرت من يحرث ويزرع الأرض، اهتمت بأطفالها ورزقت بعدها بالرفاعي وحيدة أيضا طفل تلو الآخر كل مرة تستحلفه بالله بأن يحضر إلا أنه بكل مرة كان يجد الحجج والاعذار.

سألها أهل البلدة عما يعمل به زوجها فأخبرتهم بلحام السفن وكل من يعلم بذلك كان يتهلل بوجهها بأن هذه الوظيفة تدر الربح الوفير وعلمت أن ما يرسله جلال أو يحضر به مجرد لا شيء مقارنه بما يكسبة من العمل في تلك المهنة، ليتقلب قلبها أكثر وأكثر عن جلال الذي تغير وتبدل منذ سفرة للخارج.

هل هذا جلال الذي تحدى أهله وتزوجها رغما عن أنف الجميع!.

كانت تصبر نفسها دوما بأنه حارب من أجلها ولابد وأن هناك شيء ما يمنعه عن العودة والاهتمام بعائلته، عن تدبير أموره وتوفير النقود من أجل أولاده، السبب الرئيس لغربة بالأساس!، تريد لهم الأرض تعلم جيدا أن الأرض هي كل شيء وهو الأخر يعلم الأرض هي العزوة والسند.

وكل من فتحية وجلال خسروا أهلهم بسبب الأرض عليهم بتأمين مستقبل أولادهم كي لا يخسروا بعضهم البعض مثلما خسروا هم أهليهم، كانت تقوي من نفسها على الدوام من أجل اطفالها.

إلى أن أتت الطامة الكبرى!...

انتهت هي ونسيمة الصغيرة من خَبز الخُبز أخيرا، تحممت نسيمة أولا ومن ثم الصغار وهي الأخرى تناولت العيش الساخن والفطير مع العسل، السعادة والقلوب كانت تنبثق من عيون صغارها الذين تجمعوا من حولها يأكلون بسعادة ويغرقون العيش الساخن بالعسل والجبن.

"هيا يا نسيمة تعال".

جلست نسيمة أمام والدتها لتمشط لها شعرها المبلول سميك طويل في جديلتين سميكتين، تجمع حولها عبد العظيم والرفاعي وعبد السميع الصغير ذو الأربع سنوات، يمرر يده بسعادة على شعر أخته الطويل.

"جميــــــل".

"قل مشاء الله يا ولدي، قل مشاء الله".

غمغم الصغير بطفوليه وراء أمه فهزت رأسها باستحسان

"قصه قصه".

جذب عبد السميع جلباب أمه يطالب بحكاية من حكاياتها الرائعة التي تبهرهم على الدوام، ووقع اختيارها على حكاية الشاطر حسن وأميرة الحسن والجمال.

"مثل نسيمة".

غمغم عبد العظيم بسعادة بالغة لم يرى من هي أجمل من نسيمة، مبهور بجمالها وحنانها عليهم، يشعون من النظافة امتلأت بطونهم بالطعام الشهي وقلوبهم بحنان فتحية، حتى أنهم تمتعوا بحكاية شيقة مسليه شغلت تفكيرهم وأحلامهم.

سمعت صوت بساحة منزلها فتركت الصغار في فرشتهم يتدفؤون وخرجت عل أحد الطيور خرجت من العشة!.

لكنها فوجئت بظل لشخص غريب ملثم قفز من فوق السور، صرخت بصوت عال

"مَن؟!".

هجم عليها يكتم فمها لكنها قاومته بشراسة بالغة وخمشت وجهه بقوة كي تزيح الشال الذي أخفى وجهه به،

"مراد!!".

"مراد الذي أحرقه الشوق يا فتحية، جلال ليس برجل من يترك فاتنه مثلك وحدها بالبلدة ليس رجل!".


يتبع....


باقي الفصل


إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال