ليس زوجي المعاق الجزء الثاني_ الفصل الثاني عشر ج2 بقلم هالة الشاعر

 

ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
(ماللك القلب)
الفصل الثاني عشر 
(2)




"هل رأيتِ أختي بهيرة من قبل؟".

"لا".

أخرجت حافظة للنقود عملاقة كتلك التي كانوا يستخدمونها أيام حفلات أم كلثوم وأخرجت بعناية شديدة صورة لوالدة مالك، ابتسمت بشدة لرؤيتها سيدة طيبة الملامح بيضاء وممتلئة الجسد تلف وشاح أبيض جميل حول رأسها.

ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
ليس زوجي المعاق ج2 لهالة الشاعر


"أنها جميلة جدا".

التفت للخالة زكية لكن البسمة انمحت من وجهي لبكائها الشديد

"ما بك يا خالة؟".

بكت بشدة حتى انتحبت وهي تضم الصورة إلى قلبها

"آه يا بهيره.. آه يا غالية.. أنهيت اختبارك سريعا يا غالية عسى أن يلحقنا بك الله في القريب".

"لا تقولي هذا يا خالة أدامك الله لنا".

قبلت الصورة ووضعتها بمنديل قماشي وبمنتهى الحرص أدخلتها إلى الحافظة العملاقة مرة أخرى.

"توفيت الغالية ومالك بالصف الثالث الإعدادي، ومن يومها المسكين لم يشرق وجهه مرة أخرى وأنغلق على نفسه أكثر من ذي قبل".

تأرجح جسدها بحسرة يمينا ويسارا وهي تضرب بعكازها في الأرض عدة مرات

"وبدلا من أن يقف والده بشجاعة كي يلم شمل أبناءه حوله".

ضربت العصا بالأرض بغضب فأكملت عنها

"تزوج؟".

تنهدت بغضب

"ليس من هناك عيب بالزواج يا أبنتي أنه سنه شرعها الخالق، لكن العيب بالتيه الذي أصابه وترك شمل أولاده يتفرق من حوله وحينما أفاق من مصيبته كان الأولاد تفرقوا وأنتهي الأمر، لقد كان يحبها كثير أعلم هذا لكن بقدر هذا الحب كنت أتمنى منه أن يحمل المسؤولية التي أُلقت على عاتقة من بعدها".

تقوست شفتيها وهزت رأسها بعدم رضا وهي سارحة بذلك الزمن الذي لا أعلم عنه شيء.

"لا فائدة من إعادة آلام الماضي ما حدث قد حدث وانتهى الأمر".

نبرتها كانت يائسة للغاية لم أرى الخالة زكية القوية يائسة من قبل، نظرت لي وابتسمت من بين دموعها.

"تذكريني بها".

أشرت إلى نفسي غير مصدقة فهزت رأسها بنعم

"لم أرى مالك ينظر لأحد مثلما ينظر لك، كان ينظر لها بنفس الطريقة وكأنكما العالم كله بالنسبة له".

كلام الخالة لمسني بشدة من الداخل وجعل براعم الأمل تتفتح بداخلي برعم تلو الأخر.

ربتت على وجنتي

"الأمور بينكم ليست على ما يرام، عليك أخذ الخطوات الأولى نحوه جميلة مصير هذه الزيجة بيدك".

هززت رأسي لها وكلي إشراقه أمل وتفاءل بأنه يمكنني النجاح وإتمام تلك الزيجة مع مالك.

***

وقفت أمام باب الخزانة خاصتي وجلبت الكيس الأسود الذي ألقيت به ملابس النوم وأعدت ترتيبها بالدولاب من جديد والفرحة تملئني، مالك سوف يتأخر لأنه يسلم غرفة نوم والمشتري تأخر عليه، والخالة زكية تناولت دوائها وغفت.

 بعد ترتيب الدولاب أخذت حمام سريعا ومشطت شعري المموج اللامع والقليل من الزينة والكثير من العطر والقميص الوردي الذي أرتدي كان رائع للغاية،

 جلست أنتظر مالك والأمل يملئ صدري، الخالة زكية قادرة على بث الطاقة الإيجابية حولها بكل مكان وإمكانية جعل المستحيل ممكن، مالك رجل رائع حتى لو لم يتقدم لطلبي سوف أجعله يفعل، ما الضرر من اتخاذه زوج لا صديق!،

 هذا ما أردته من البداية وما إن نصبح زوجين حقيقيين سوف تتهاوى الجدران الفاصلة بيننا جدار تلو الآخر ونصبح جسدين بروح واحدة.

هاتفته وأخبرته بأن لا يتأخر على لأنني اشتقت له بشدة تمتم غير مصدق

"حقا!".

"بالطبع مالك اشتقت لك كثيرا".

"ح حاضر ل لن أ أتأخر".

تلعثم من الحماسة وأنهيت المكالمة وابتسامة واثقة على ثغري، طليت شفاهي بلون وردي لامع وبما أنه هناك المزيد من الوقت مشطت رموشي بالأسود،

 لي عيون كحيلة وعندما مشطت رموشي أصبح شكلها رائع وجذاب للغاية، لمسه من المسك الأبيض التي أهدتني إياه الخالة زكية خلف أذناي وأصبحت واثقة من نفسي ومن أنوثتي تمام الثقة، لم أكن يوما واثقة مثل هذا اليوم.

دلف مالك إلى الغرفة واستقبلته بابتسامة بشوش ساحرة اقتربت منه وظل هو يراقبني مذهول كعادته.

"حمد لله على سلامتك".

همست له برقة وساعدته بخلع السترة خاصته وسط ارتباكه التام، علقت السترة وأخذت بيده إلى السرير، وضعت كفي على صدره وأجلسته بهدوء بالغ وظللنا نتأمل كل منا الآخر لوهلة، انحنيت وركعت أمامه على ركبتي وتلعثم مالك بشدة غير قادر على الكلام.

"ج جميل.لة م ما الذي ت تفعلينه؟!".

سحبت جواربه بنعومة ورفض بشدة محرج إلا أنني صممت على ذلك واستسلم هو بحرج بالغ.

عندما انتهيت جلست إلى جواره وأمسكت بكل من يديه وهو ينظر لي فارغ فاه ولا يتحدث بشيء.

تركتها وجلبت المرطب الخاص بيدي وصرت أدلك كل من كفيه بنعومة بالغة وتتشابك أيدينا تتلاقي وتفترق إلا أننا كنا نعيدها سريعا.

همست برقه

"مالك؟ ألم تفكر يوما بجعل زوجنا حقيقي لا مجرد صداقة وزمالة سكن؟".

كنت قريبه للغاية منه يمكنني الشعور بأنفاسه على وجنتي.

أنفتح الباب وارتبكت بشدة وأفقت من خيالاتي وتراجعت خلف الستار لأجد مالك يدلف ويخلع سترته سريعا ويبرطم بشيء عن كم أن النوم على الأرض غير مريح ويتمنى العودة إلى أريكته سحبت نفس عميق وقررت الخروج من خلف الستار، ضوء الغرفة الهادئ لم يمكن مالك من رؤيتي إلى الآن.

سوف أنفذ الخطة التي وضعتها برأسي منذ قليل وسوف تنجح بالتأكيد، حالما خرجت من خلف الستار التفت مالك بسرعة وأشعل الضوء وحالما رآني بملابس النوم ضرب وجهه بكفيه وأغمى عيونه بسرعة.

"أ أسف سوف أخرج كي ترتدي ملابسك".

نظرت للسقف

"الصبر من عندك يا الله!".

أحكمت غلق الرداء حولي لكن الرداء نفسه قصير، ربت على ظهره

والتفت لي بحظر بالغ والحرج بادي على وجهه تمالكت أعصابي واقتربت منه وتحدثت برقة وأنا أقترب منه

"مالك ما رأيك بأن نشاهد فيلم سويا؟".

حسنا الخيال سهل لكن بالواقع الأمر صعب كنت أشعر بحرج بالغ أنا الأخرى!.

أزدرد لعابة وأشار للخارج

"أ أريد النوم.. على الأريكة".

شعرت بهبوط حاد في الدورة الدموية وتمالكت أعصابي لأقصى درجة وهمست وإن كان بنبرة لم تخلو من الغل.

"ألم أخبرك بأنني سوف أترك المنزل إن أتيت على سيرة تلك الأريكة البائسة مرة أخرى؟!".

نظر يمينا ويسارا ثم وضع الوسادة على الأرض أمسكت يده كي لا ينزل للأسفل

"ما رأيك؟ ألن تشاهد الفيلم معي؟".

ووضعت يدي على صدره برقه

أنتفض للخلف وكأن ماس كهربي أصابه ونام على فراشة وتدثر يخفي وجهه أسفل الغطاء وكأنه يهرب من وحش الخزانة!.

ظللت مصدومة لعدة دقائق أراقبه غير مصدقه ما حدث للتو، لابد وأنها تهيأت من ذاكرتي البائسة.. عندما أفقت لأن ما حدث حقيقة لا خيال رفعت يدي للسماء.

"يا الله أنا حتى لا أعلم ما الدعاء الذي يجب على أن أدعو عليه به، فقط أتمنى أن يغرب عن وجهي للأبد".

سرت بخطي ميتة للسرير ولكنني لم أتمالك نفسي عدت وأنهلت عليه بالضرب بالوسادة

"عسى أن يسقط عليك الحائط ويريحني منك يا عديم الفهم أنت!".

***

ودعنا الخالة زكية بمحطة القطار وكان وداع مليء بالدموع وربتت على الخالة كثيرا

"عندما تريدين شيء كل ما عليك هو رفع يدك للسماء أنه لا يرد أحد يا جميلة، مهما كان مخطئ ومذنب الله لا يرد خاطر أحد من عبادة مهما كان".

هززت رأسي موافقة وعدنا أنا ومالك نشعر بالحزن لفراق الخالة زكية ورائحتها العطرة طلبت منا الحضور لزيارتها في أقرب فرصة وسعد مالك كثيرا إذ أن سمير لا يسمح له بالسفر بمفرده، والآن يمكنه السفر معي.

***

توقفت بالسيارة أمام منزل والدي، قلبي يشعر بالانقباض لا أعلم إن كان لوجودي هنا مرة أخرى أم للذنب العظيم الذي ارتكبته دون أن أدري؟!.

"هل سوف تتركيني؟".

التفت إلى مالك وإلى سؤاله البائس بشدة

"لا مالك، سوف أزور والدتي ليس إلا، أذهب لعملك وسوف ألحق بك بعد مدة".

تركني على مضض

ومضى في طريقة وهو ينظر خلفه يراقبني كل مدة بدا كطفل صغير يخشى الضياع عن والدته يبدو أن الخالة ذكية محقة في رأيها.

***

طرقت الباب رغم أن لدي مفاتيح لكن لم أشعر بأنه من الصواب فعل هذا، أبي ليس هنا فهو يذهب للنادي للقاء أصدقائه في هذا الوقت.

فتحت أمي لي الباب وسلمت علي بوجه عابس لي عدة أسابيع لم أتي لزيارتها وكنت أكلمها كل مدة لأطمأن عليها عبر الهاتف، حالما دلفت إلى الشقة شعرت بالصدمة، كان الأمر وكأن هناك إعصار ضربها.

"ما هذا أمي؟ ما الذي حدث هنا؟!".

تقوست شفتيها وارتعشت تبكي بشدة وانفجرت تحكي كل شيء، إلينا لم تجد مربية مناسبة بعد وتحضر طفليها إلى هنا كل يوم وأمي غارقة بالمشاكل والعمل بسبب الفوضى التي ينشروها بالمكان.

تتالت شهقاتها

"لقد تورم ذراعاي جميلة تعلمين أن ذراعاي تؤلماني سريعا".

"لمَ لم تخبرين أبي كي يخبر الحارس ويحضر لك مساعدة أمي؟!".

بكت أكثر بدرامية كبيرة أمي شخصيتها هشة للغاية!

"لقد تدهورت الأحوال بنا جميلة للغاية، لا أستطيع مواكبه مصاريف الصغار!، ولا ملاحقة العمل بسببهم".

 وعضت شفتيها بخجل

 "لقد كان مهند يرسل لك شهريا مبلغ مالي بالإضافة إلى ذلك الذي كان يرسله لأبيك كل شهر ومنذ أن تزوجت وهو لم يعد يرسل المبلغ خاصتك".

ارتسمت بسمة سخيفة على فمي لم أعلم بتلك المعلومة سوى الآن!.

"لم أرى صديقاتي بالنادي منذ مدة، ولم أعد أخرج حتى أن دوائي نفذ منذ ثلاثة أيام ولم يأتي والدك به بعد ننتظر إلى آخر الشهر كي يقبض المعاش، والدك يقول إن كل شيء بالخارج غالي للغاية كيف كنت تتدبرين الأمور بالمبلغ الذي كان يعطيك إياه؟!".

 سألتني بحيرة شديدة

تمتمت بصوت ميت وأنا أرتب الصالة دون النظر لها

"كنت أضع من نقودي عليه أمي".

حرجت وعضت شفتيها

"أنا متعبه للغاية جميلة لم يعد بإمكاني المواصلة لم أعتد على تلك الجلسة الغبية أفتقد رفاقي وأفتقد النادي بشدة، أنا أنهار جميلة من الوحدة والألم".

كنت انتهيت من تنظيف الصالة ودلفت للمطبخ لأجده كارثة حقيقية، سألتها بأن تجعل إلينا تعيد غسالة الأطباق لها لكنها رفضت وإلينا أخبرتها أن هذا سوف يجعل من منظرها سيء أمام زوجها وأنها استثمرت كل قرش معها بالمركز الجديد.

شمرت عن كماي وبدأت بالعمل الشاق وأنا استمع إلى شكوا أمي التي تفتقد حياة الراحة وبشدة ولم تذكر في وسط كلامها ولو على سبيل ذله اللسان أنها افتقدت رفقتي!.

انتهيت من تنظيف الشقة وتحضير الطعام وربت على ذراعها

"سوف أتي كل عدة أيام لمساعدتك بالتنظيف لا تحملي هم شيء".

وضعت يدها على صدرها تحمد الله ونزلت سريعا قبل أن يأتي أبي، لم أستطع سماع بكاء والدتي دون فعل شيء وقفت بمدخل العمارة وبحثت بهاتفي لدي نقود من عملي الشهرين الماضيين فمالك لا يجعل المنزل يحتاج إلى شيء ولم أصرف منهم شيء يذكر.

***

عدت مع الحمال وأنا سعيدة

"بالدور الثالث إذا سمحت شقة رقم ستة".

صعد الحمال بالمصعد وركضت أنا على السلم ودلفنا على أمي التي توترت

"ما هذا جميلة؟".

سألت بعجب فردت ذراعاي أريد أبهارها

"غسالة أطباق".

"حقا لمَ هي صغيرة هكذا؟".

انحنى رأسي بخيبة أمل

"أنت ووالدي لا تحتاجون إلى أكثر من ذلك أمي أنها ل ثمانية أفراد".

"اها".

 تأوهت أمي وربتت على ذراعي

"شكرا لك جميلة، تكسرت يداي وجفت من كثرة الغسيل".

"لا عليك أمي سوف أهاتف الصيانة كي تأتي لتركيبها".

فرحت أمي

"أجل أجل ركبيها الآن رجاءا".

دلفت لغرفتي التي أصبحت غرفة الأولاد كي أجري المكالمة وبعد عناء أقنعت الشركة بالقدوم اليوم، لا الغد.

خرجت لأزف البشرى السارة لأمي لأجد أبي بمنتصف الصالة ويحمل أكياس تحوي الخضار يسب ويلعن عدة أشخاص وأشياء.

تجمدت بمكاني وترك أبي الأكياس تسقط من يده

"أنظروا من تذكر أن له أهل أخيرا!".

ابتلعت لعابي بصعوبة

"مرحبا أبي".

"لست أباك.. أنتِ عاقة.. أنتِ الفشل الوحيد الذي أخفقت به بحياتي كلها".

ربتت أمي على ذراعه

"لا داعي لذلك منعم لقد.. لقد نظفت الشقة وأتت لنا بالدواء وأنظر".

 وأشارت له على العلبة التي تقبع بالأرض بجزء من الصالة

"لقد أتت لي بغسالة للأطباق كي تريح يداي".

نظر بقرف للغسالة وأشار بخيبة أمل

"هل تسمين علبه الدمى تلك غسالة ألم تري حجم ما أتى بها مهند لوالدتك؟!".

عضت شفتاي لا شيء يكفي والدي أبدا لا شيء

"أنها ما استطعت شراءه أبي فدخلي ضئيل للغاية مقارنة بدخل مهند".

قدم نحوي وأخذت خطوة للخلف

سامحك الله يا خالة زكية.. سامحك الله!.

أعتصر ذراعي بقوة وغضب لا مثيل له، لم يضربني أبي من قبل وكنت في صدمة حقيقة.

"حياتنا انقلبت إلى خراب بسبب ذلك المتخلف بليد العقل، اتركيه جميلة اتركيه.. لم أخبر أحد من العائلة بزواجك بعد.. وآسر وكارمن سوف ينسون تلك الهفوة مع الزمن، أتركية الآن وسوف أسامحك".

جمدت مكاني غير مصدقة ما يخبرني به أبي، لم يخبر أحد من العائلة؟

لهذا لم يحضر أحد إلى عقد القران!

لهذا لم أتلقى تهنئة واحدة ولو بالصدفة!.

نظرت إلى أمي أحاول استيعاب الصدمة

"تركتينا جميلة من أجل هذا الشاب، أنظري إلى حالنا كيف صرنا واختلفت الأمور إلى فوضي عودي وسوف يجد لك مهند عمل بالخارج وزوج مناسب غير ذلك الشاب، لا تخسري والدك ووالدتك جميلة".

غمامة من الدموع تخيم على عيناي وشعرت بدوار عنيف

تمتمت بصوت ميت

"الشركة سوف تحضر مساءا أمي وداعا".

صرخ أبي بعصبية بالغة

"غبية.. أنتِ.. غبية وأضعت كل شيء من يدك.. كان من الممكن أن تكوني في مكانة أعلى بكثير.. الخنوع والخضوع والغباء يملئ رأسك الغبي...".

كنت وصلت إلى الأسفل ولم أعد أسمع باقي الوعيد الذي يتوعدني أبي به لكن جسدي كان ممتلئ عن آخرة بالسموم التي حقنني بها ولم أشأ أن أذهب لمالك وأنا على هذه الحالة، طلبت سيارة، واتجهت إلى شركة مهند.

أسير بخطى بطيئة ما الذي يجب على إخباره به، ما الذي يجب على فعله؟ أنا فقط أشعر بخوف شديد على مالك من بطش والدي.

وقفت أمام مكتبه وقبل أن أطلب من المساعدة خاصته لقائه، أنفتح الباب وعدة أشخاص خرجوا من الغرفة ومهند يقف قرب مكتبه لكنه رآني فتقدم سريعا.

حالما ذهبوا توقف مهند أمامي مسمر لوهلة ثم تمتم للمساعدة خاصته

"لا أريد أي مكالمات، أو إزعاج".

دلفت حيث أشار لي ودلف هو وأغلق الباب خلفه وتوجه ناحية مكينة القهوة وضع الكبسولة المفضلة لي وحينما تجهز الكوب أتى لي به وجلس أمامي.

أخذت الكوب منه ممتنة، عندما أستنشق القهوة واشربها يصبح كل شيء على ما يرام لكن الضرر الذي أحدثه بي والدي هذه المرة كان أكبر من أن يصلحه كوب من القهوة.

همست دون أن أنظر له

"كيف حالك؟".

"أفتقدك".

نظرت له ولخيبة الأمل بعيونه وهززت رأسي

"وأنا أيضا.. كثيرا".

ظل ينظر لي بجمود لعدة دقائق ثم ضمني بقوة لصدره، كانت حركة سريعة وخاطفة حتى أن الكوب كاد أن يسقط عليه

"ابتلعت دموعي وتحدثت بموضوع أخر

"كارمن سوف تقتلني إن أفسدت بذلتك الغالية بالقهوة".

"لا عليك سوف أخبرها بأن المساعدة خاصتي هي من سكبتها".

وغمز لي بعبث

وضعت الكوب وضحكت بشدة على مشاكسته لكن ضحكي كان متعب للغاية ضمننا كل منا الآخر وبعد مدة، رفعت رأسي وسألته

"هل كنت ترسل لي مصروف شهري؟".

تعجب كثيرا مهند لأنني لم أكن أعلم شيء عن الموضوع وغضب من والدي

"كنت أعلم أنه لا يعطيك المبلغ كله، لكن ألا تعلمي شيء عن الموضوع حتى!، هذا كثير!".

رجوته ألا يحزن وأنني بألف خير

"هلا أعدت إرسال هذا المصروف الأوضاع سيئة حقا لديهم".

عض مهند شفتيه بغيظ وهز رأسه موافق

"لكن المال الذي أرسله أكثر من كافي للمصروفات خاصتهم، أين ذهب كل هذا المال؟!".

"تعود والديك على سهرات النادي والمجتمع الراقي، العشاء الواحد يكلف الكثير".

التفتت رأسه بغير رضا ومن ثم هزها بقله حيلة

"حسنا جميلة.. من أجلك فقط".

ابتسمت له

"شكرا".

نظر لي يخترقني بنظراته

"وأنتِ جميلة هل يوجد هناك شيء تريدينه؟".

ترددت كثيرا لكن خوفي على مالك دفعني لطلب شيء منه

"هلا حرصت على عدم إيذاء أبي لمالك؟".

عض شفته السفلى وصمت قليلا ثم هز برأسه موافق.

***

حينما دلفت إلى الورشة كان مالك يجلس بأس ولا يعمل بهمه ونشاط كعادته لم ينتبه لدخولي فناديت عليه، ارتفع رأسه سريعا وأتى راكضا نحوي تقريبا.

"لقد عدت!".

سأل بدهشة وهو غير مصدق، ابتسمت له بتعب

"وأين يمكنني الذهاب يا مالك؟".

"خ خفت أن تذهبي وتتركيني.. وحيد مرة.. أخرى".

ابتسمت له بمرارة

"أطمأن لا مكان لي سوى هنا".

تنفس الصعداء وإن كان لا يزال حذر ومتوتر

"أنا منهكة للغاية ما رأيك بأن تحضر أنت الغذاء؟".

ابتسم بشدة وهز برأسه سريعا

"أحضر لنا شطائر الفول والطعمية وحضر الشاي اللذيذ خاصتك".

أشرق وجه مالك من السعادة وذهب لإحضار الشطائر سريعا

لا أشعر بالأمان ناحية والدي البتة من الغد سوف أبدأ بتعليم مالك كل شيء.

توسدت ذراعاي على طاولة مالك وأغمضت عيوني، بت لا أشعر بالأمان سوى هنا.

 

  

نهاية الفصل.

   

 

 

 

 


3 تعليقات

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

  1. ابقي اكتبي لنا اسم الدكتور النفسي بتاع جميلة ينوبك فينا ثواب 🤣🤣🤣🤣🤣🤣🤣

    ردحذف
  2. نريد الجزء الثالث عشر من رواية ليس زوجي المعاق الجزء الثاني

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال