حكايات بيت الرحايمة_الفصل العشرون_ج1 بقلم هالة الشاعر

 

الفصل العشرون
كشف المستور

(1)
 

تنظر بعيدا لباب المحكمة بغرابة شديدة

المرة الأولي التي دلفت بها إلى محكمة كانت أثناء عقد قرانها والآن تقف وتنظر لنفس الباب الذي أصبح أسود كئيب فجأة مليء بالعساكر والمساجين.

حكايات بيت الرحايمة_
حكايات بيت الرحايمة_الفصل العشرون_ج1 بقلم هالة الشاعر


  لم يكن هذا شكله بالمرة الماضية، لمَ أصبح كالح كئيب؟!

نظرت حولها بحزن حتى النسوة شكلهم حزين بأس بعضهن يبكي بالفعل، العالم ليس مليء بالفراشات الوردية التي تتطاير بكل مكان ناشرة البهجة والسرور ذلك العالم كان بخيالها فقط!

أغلقت جفونها وتذكرت توحة التي عرضت بتردد بالغ فرصة من أجل حميد من أجل صغيرها، لكن الرفض القاطع كان جوابها الوحيد، عندما تحب تعطي بلا حدود وعندما تكره.. فحنقها لا يكون له حدود أيضا!

وقفت أمام القاضي الذي ناظرها بغرابة مرة أخرى بسبب جنسيتها، بطنها منتفخ وأثار الضرب والإهانة تطبع بقوة على وجه حميد قدموا الأوراق وحصلت على حريتها، فابن حميدة أخبرهم بالطلاق من خزية لكنه لم يقدم أبدا على خطوات فعلية من أجل هذا الطلاق.

أخذ إبراهيم ورقتها وناظرة سميح بقرف من الأعلى للأسفل وذهبوا وتركوه جميعا تسير بينهم محمية تماما هي وصغيره وبعيده المنال أكثر من أي وقت مضي!

جعد الورقة بيده ورن هاتفه بجيبة وقف يراقب السيارتين تغادرا المحكمة وهو وحيد على الرصيف واهتز الهاتف بجيبة فرفعة على أذنه يحرك شفتيه بلا حياة

"طلقتها رقية أحمل بيدي ورقة الطلاق، أخذوها مني ورحلوا"

لا تعلم هل تفرح وتزغرد أم تموت قهرا على نبرة الحزن والفقد بصوته

أغلق الهاتف وهي تلوت بمكانها

أصبح لك وحدك هذا كل ما يهم، ليته يعود الآن في التو واللحظة!

***

استندت برأسها على نافذة السيارة التي استأجرها سميح رافض ركوبها للسيارة الخضراء خاصتهم

"هذه السيارة خطر على ظهرها وجنينها يا حاج إبراهيم"

ومن ثم أجلسها بالمقدمة بعد أن أزاح كرسي السيارة للخلف كي تكون مرتاحة تماما

أحمرت وجنتيها ذات النمش بشدة اثناء الركوب ونظرت بحرج بالغ إلى إبراهيم أصفر الوجه قليل الحيلة، كيف يعلم سميح هذه الأشياء؟!

يلعن جهله وفقره مرة تلو الأخرى!

ركب إبراهيم خلفهم بينما عوض وعبد الجبار وحميد ركبوا بسيارتهم الخضراء يلتفت لها بين الفنية والأخرى ويتحدث معها بالإنجليزية بشيء لم يفهمه، ابتسامته ودوده على وجهه الوسيم يقود السيارة الحديثة بمهارة ويتحدث معها بموضوع لم يستطع فهمه أبدا فهو لم يسمع أي من الكلمات البسيطة التي تعلمها بحكم العيش مع ياسمين هذه المدة، رن هاتفه لكن ساعة يده الذكية هي الأخرى أصدرت صوت رفعها سميح وتحدث بها الي الكفيل خاصته يخبره بعدة حسابات وبيانات للعمل.

"الست بإجازة؟"

سألت ياسمين بهدوء

غمغم من بين أسنانه

"الكفيل خاصتي غليظ لم يتركني بسهولة واشترط على العمل من هنا"

"هذا لا يجوز يجب أن تحصل على إجازتك لم تأخذها منذ سنوات"

نظر لها يشملها بعيونه فحرجت ونظرت للأمام، نظر ليدها الخالية من أي شيء وشعرها المجدول بضفيرة جانبية هامدة على كتفها الأيمن ضفرتها لها توحة على عجاله اثناء ذهابهم كي لا يترك شعرها شديد الطول هكذا مرئ للجميع!

خلع الساعة

"هيا البسيها اريد مراقبه النبض خاصتك تبدين شاحبة وانفاسك متلاحقة"

بعد ثوان من ارتدائها امسك معصمها من الساعة وراقب النبض

"ضربات قلبك سريعة صحيح بالحد المسموح لكنها أسرع من المعتاد لقد حجزت لك عند طبيبة جيدة بالمحافظة فور انتهائنا من المحكمة سوف نذهب لابد من الاطمئنان على صحتك وصحة الجنين بعد هذا السفر الطويل"

وجعد حاجبيه والتفت لها

"لا يعجبني شعورك الدائم بألم في الظهر لازلت ببداية الشهر السابع!"

أزاحت ياسمين غصة عالقة بحلقها، وهزت رأسها بهدوء تبتلع ريقها بمرارة

هذه ليست مسؤوليته، كان ينبغي على حميد أن يراعاني، كان ينبغي عليه أن يحميني وينتبه على وعلى صحتي وجنيني

الشعور بالاهتمام البالغ من شخص ما جعلها تبكي وتسقط الدموع من عيونها بلا هوادة، مفتقدة لأي حب وحنان بحياتها البائسة منذ يوم زفافها اللعين!

أكثر الأيام بؤس وشقاء بحياتها كلها!!

خلعت الحزام تشعر بالاختناق وأوقف سميح السيارة على الفور

انتفض إبراهيم من الخلف

"ياسمين ماذا هناك؟"

أنفاسها متلاحقة بشدة، فتحت باب السيارة على الفور ونزلت تبكي وتشهق وهي متمسكة بحافة الباب، نزل إبراهيم فورا وخلع سميح حزامه والتف حولها بسرعة البرق

"ياسمين نظمي أنفاسك هيا خذي نفس عميق أحبسية هيا تشجعي!"

نفذت تعليمات سميح الذي يشعر بالهلع لكنه متماسك لكن إبراهيم يقف خلفه ولا يعي أي شيء ولا يفهم ما علتها؟ ولمَ يأمرها سميح بالتنفس؟!

توقفت سيارة عبد الجبار خلفهم ونزل هو عوض بينما حميد وقف بجوار السيارة لا يجرأ على الذهاب

"ما بك يا ياسمين؟!"

تحاول التنفس وسميح يراقبها ويراقب الساعة بيدها بقلق تتبع تعليماته إلى ان هدأ تنفسها أخيرا نظر مرة أخيرة بالساعة ومن ثم سألها

"أفضل اليس كذلك؟"

هزت رأسها بنعم بإنهاك بالغ

سألوه بعدم فهم فغمغم

"لا بأس أصبحت ضربات قلبها مائة واربعون"

"ماذا يعني هذا؟!"

سأل عبد الجبار بهلع

"أفضل بكثير لقد كانت ضربات قلبها جنونية"

تتمسك بحافة الباب وتلهث بإنهاك بالغ

ربت عبد الجبار على ظهرها بقلق ومن ثم نظر خلفه نحو حميد الذي يتمسك ب باب السيارة بضياع

"إذا ما أردت العودة له فقط أخبريني سوف أقوم بحل الأمر بطريقتي لا تقلقي"

جحظت عيون إبراهيم وسميح على الفور لكن ياسمين قاطعتهم

"انها نوبه هلع تصيبني من وقت للآخر لا دخل له به لا تقلق على"

صوتها منك متقطع

"حسنا هيا ادخلي للسيارة"

 بدلا من الركوب الي جوار سميح استأذنت إبراهيم بأن تأخذ مكانه ففتح لها الباب على الفور التصقت إلى باب السيارة كي تبتعد عن مرمى الرؤيا الخاص بسميح قدر الإمكان.

وبعد الانتهاء من المحكمة فعلت المثل، أخذهم سميح للطبيبة في مكان راق للغاية بالمحافظة، وأطمأن منها على صحة ياسمين وشددت عليهم بضرورة المتابعة المستمرة خاصة مع اقتراب موعد الولادة مؤكدة لسميح كلام الطبيبة خاصتها بأستراليا بأن حالتها لا تسمح لها بالولادة الطبيعية ابدا.

قبل ركوبهم المصعد تباطأت ياسمين حتى ركب الرجال وأمسكت بإبراهيم تحجزه بأخر لحظة

"سوف نلحق بكم"

وأغلقت الباب قبل أن تسمح لأحد بالتحدث

استندت بظهرها على باب المصعد الذي نزل على الفور تمسك بطنها بكلتا يديها وتنظر بعيونها الجاحظة لإبراهيم

"لا أستطيع التحمل عمي إبراهيم لا اريد التواجد بجوار سميح بأي شكل!"

جعد حاجبية بغضب ترى ما الذي حدثها به بالإنجليزية ولم يفهم منه شيء!

"ماذا هناك هل اخبرك بشيء ضايقك؟!"

"لا لا إطلاقا لكنني لا أستطيع تحمل اهتمامه هذا ابدا، يؤلمني بشدة ولا أستطيع تقبله"

هز رأسه متفهم

"لا بأس دعي الأمر لي"

"لن انزل من شقتي إلا بعد خروجه من المنزل هاتفني كي انزل لرؤية توحة، اتفقنا"

"لا بأس لا تقلقي"

اغمضت عيونها براحة وحينما نزلوا للأسفل فتح ابراهيم الباب الخلفي لها ورفض بأدب عرض سميح بالذهاب إلى أي من الأماكن الهادئة التي عرضها عليهم كي تتناول ياسمين أي شيء.

***  

تائه مثل عمرة كله، تائه حائر بلا مرسى أو أرض!

 فوجئ بعبد الجبار أمام مكتبه منذ عدة أيام النظرة بعيونه وتكشيرة وجهه أخبرته بأن وقت السماح قد ولى، كان أكيد من مجيء هذا اليوم جذب مفتاحه وهاتفه وأرسل رسالة لرقية بأن أهله أتوا ولا تقلق عليه ولا تتبعه ثم ذهب في استسلام تام معهم.

 كان علم برحيل ياسمين، لكنه لم يعلم أبدا بعودتها طوال الطريق لم يتحدث معه أي من عبد الجبار أو عوض يجلس بالمنتصف بين الاثنين يشعر باحتقارهم وغضبهم بالجو، أنفاسهم كانت متهدجة متقطعة تفور وتغلى بالحنق!

اليأس والإحباط تملكوا منه، أكثر من سبع ساعات بهذا الجو دمروا كل ذره تماسك بداخله، ما إن وصلوا ورأي ياسمين حاضره حتى تجمدت قدماه وما إن حسه عبد الجبار على السير سقط!

ناظرها غير مصدق بطنها المتكوره أمامها وهيئتها الغريبة بالمرة علية، أخبرته أكثر من مرة كرهها للنحافة وكرهها للشعر المفرود!

"ياسمين!"

رفضت بشراسة بالغة

"لا تنطق اسمي حتى على لسانك القذر!"

وقفت بأنفاس لاهثة واثقة ووقف هو بأرجل مرتعشة ينظر لبطنها غير مصدق ابدا، حاول مد يده كي يلمسها.. يلمس الصغير بداخلها لكن صفعة كارثية تلاقها من ياسمين أعتذر منها بشدة

"لا أدرى ما أصابني يومها؟! فرصة مجرد فرصة أخرى من أجل الجنين".

"أنت هنا من أجل الجنين، كي أتأكد من إنك لن تراه مره أخرى أبدا ما حييت"

جحظت عيونه وحاول السير خلفها إلا ان سميح وقف له كالسد ووالدته خائفة مرتعبة وكذلك ابيه، بينما والد حميد غاضب حانق لأقصى درجة وكذلك والدته التي صاحت

"لن تلصقي ابن الحرام هذا بظهر ابني؟"

التفت سميح يناظرها بغير تصديق على ما تفوهت به ولكم حميد بكل قوة لدية عدة مرات عقابا لها، توحة المها قلبها لكنها لم تتكلم ما حدث كارثة افلستهم ودمرت صغيرتها تماما لم يراعي لا عرف ولا شرع ولا تقاليد بسبب ضعفه البالغ وكذبه وروعنته آن الاوان كي يتعلم الدرس ويتحمل جزء من نتيجة أفعالة أزاحه عبد الجبار عنه

"لا تبلي نفسك به!"

بصق عبد الرازق أرضا الي جوار حميد ابنه المضروب ونزع كف يده الذي يعلقه بجلبابه دائما

"ليس ابنك ايها الغبي، من اين لك ان تعلم إذا ما كان ابنك أم لا؟!"

"ضعه بغرفه الخزين"

تمتمت توحه بجمود فجرة عبد الجبار من أمامها، لم يحتمل نظرات سميح لياسمين فعاد سريعا يلقنه الضربات ويصرخ به

"لا تنظر لزوجتي!"

"لم تعد لك يا أحقر واغبى خلق الله!".

العراك كان دامي وما إن استطاعوا فصل الاثنين حتى رمى عبد الجبار وإبراهيم حميد بغرفة الخزين مثلما أمرت توحه، اتجه عبد الرازق بهجوم نحو ياسمين

"كل هذا من تحت رأس هذه الفاسقة اللعينة!"

وقف سميح أمامها كالطور يسد الطريق مزمجر بعمه

"لن تمسها لا انت ولا زوجتك!"

الكلام قاسي من بين شفتيه

"تتلاعب بكم على اصابعها، وانت.. ألا تكفيك أموال الغربة؟!، أتيت فور علمك بعودتها، الفاسقة التي ادعت خسارة أموالها أتيت كي تنهب ما هو لي!".

أمسك بتلابيب سميح بقوة لكن عكاز توحه ضربه على ظهرة بسرعة

"قسما بالله إن مسسته بسوء لطردتك من البيت وفضحتك بالبلدة كلها ليس كل البشر بسواد قلبك انت وزوجتك"

ترك ملابس سميح بعنف بالغ يتوعدهم بشر بالغ وصعد غاضب لشقته بينما ابنه يجلس ارضا بغرفة الطحين والشعير والأرز الخاص بالمنزل يضرب رأسه عدة مرات، فقد ياسمين وفقد معها فرصته الوحيدة كي يكون أب.. هو أب لطفل لن يراه مطلقا إذا ما اعتزمت ياسمين ذلك الأمر لن تسمح له!

فتح الباب مرة أخرى عبد الجبار بدى مخيف في هيئته أكثر من أي وقت مضي دلف وخلفه ياسمين ومن خلفها سميح وإبراهيم

"أمضي"

القت بالورقة والقلم عليه وحدث ما كان يخشاه منذ لحظات تنازل عن وصايته على الطفل

ياسمين سوف تكون المسؤولة الوحيدة عنه، انزل الورقة ووقف بضعف

"ياسمين هذا ابني أيضا!"

، نظر لبطنها ونظر لها مرة أخرى

"هل هو صبي أم فتاة؟".

هزت رأسها رافضة

"لم تفعل شيء كي تستحق تلك الابوة لا تستحق معرفه النوع حتى"

والقت ثلاث ورقات بنكية عليه

"شيك باسمي وأخر باسم عبد الجبار والأخير باسم إبراهيم سوف تمضي على الثلاث إذا ما فكرت يوما بمنعي من السفر بالصغير أو التطفل حتى على نوع التعليم خاصته حميد أقسم أن أقوم بسجنك"

وأشارت بكبر وعلياء خلفها

"وصدقني لن يتورع هؤلاء أيضا"

"ياسمين دعينا نصل لحل الصغير لا ذنب له أعدك أن أصير أ...."

قاطعه سميح

"هل لكِ طلبات أخرى ياسمين؟"

هزت رأسها نافية

"أصعدي لشقتك واستريحي كان يوم شاق عليك وعلى الجنين"

هزت رأسها موافقه وصعدت وتمكن الثلاث رجال منه ومضي عن التنازل والشيكات البنكية الفارغة. 

سوف يقوم كل منهم بوضع رقم يخصه رقم لن يستطيع حميد تسديدة ولو بعد مائه عام...

أفاق من ذكرياته المريرة على صوت الصبي الخاص بالقهوة التي يستريح بها

"يا أستاذ برد الشاي دون أن تمسه؟ هل من خطب؟!"

نظر للشاي الموضوع أمامه ثم للصبي ونقدة ورقه ماليه كي يتركه وشأنه، نظر بساعة هاتفه له ساعة يمكث هنا دار قليلا حول المحكمة وبالنهاية جلس هنا يستريح.

 لا يعلم أين يجب عليه الذهاب؟ فوالده نزل له يحدثه من خلف الباب بغيظ بأن هناك فرصة بأن يسامحه إذا ما استعاد كل شيء من ياسمين وسلمه له، وبعد ساعات نزلت أمه تحذره من الاعتراف بهذا الصغير مهما ضغطوا عليه وتؤكد له أنه ليس من صلبه.

من خلف الباب المغلق بالغرفة الخانقة المظلمة لم يحاول أي منهم إخراجه ظل مدة لا يعلمها إلى أن أخرجوه اليوم كي يأتي معهم للمحكمة ولا يعلم حتى كيف تدبروا الأمر بهذه السرعة لابد ان سفارة ياسمين تدخلت أو شيء من هذا القبيل والآن ماذا؟!!

وإلى أين؟!

رن هاتفه فرفعه دون وعي ظنا منه انها رقية

"تبدوا ساحرة بالشعر المفرود أيضا ألا تتفق معي؟"

أعتصر الهاتف وأغمض عيونه بقوة بالغة ما يحدث معه يفوق احتمال البشر لكل عذاب نهاية أما خاصته فلا نهاية له

"لا شأن لك بها يا حقير!"

"تؤ تؤ تؤ لقد كنت أنوي القدوم لك لكنك اتيت إلى هنا بقدميك .. او محمول لا أهتم حميد! "

"لن تمسها يا سامي سوف أقتلك.. أقسم أن أقتلك إن فعلت"

ضحك بشدة بالغة

"لا أظنك بموقع قوة حقا لم تعد تخصك بعد اليوم منذ ساعة على وجه التحديد، انتبه لمَ يخصك أكثر... أنتبه ل أختك".

النبرة الملتوية التي نطق بها الكلمة عصرت قلبه رغما عنه

"علياء!، ما بها علياء؟!، لا تأتي على ذكرها بلسانك القذر سامي".

"ل .. لساني القذر؟!"

صوت ضحكات سامي عالية خشنة ارتج جسده بقوة

"يا الله حميد أنت الآخر تقول علياء، العلو وأختك لا يجتمعان بالجملة نفسها حميد ضعها حلقه بأذنك"

"ما الذي تعنية؟ لمَ تأتي على ذكر أختي أيها الكلب القذر؟!!"

تأفف سامي بغضب بالغ

"تؤ تؤ تؤ حميد!، لا تغضبني وقبل ذلك أنصحك بأن تهتم بأختك أكثر ربما تحتاج إلى طبيب هل تفهمني؟!".

أغلق الهاتف بوجهه وترك حميد يركض لأول سيارة أجرة وجدها يتصل بعلياء أكثر من مرة، لمَ يحمل كلامه أكثر من معني لمَ؟!!

دلف للمنزل وسط استغراب الكل من عودته لم يتوقع أحد رؤيته مرة أخرى أبدا، صعد لشقته ودلف لم يكن أي من والديه بالصالة وأخته الصغرى بالدراسة.

دلف الغرفة دون طرقها ليجد علياء تقف وتضع رأسها على الخزانة بلا حراك

 

"علياء ما بك؟!"

جذبها بعنف ليجد نظراتها غير واضحة وكأنها ترى عالم آخر أو شيء لا يتمكن هو من معرفه ماهيته، سقط شيء معدني أرضا من يدها فأمسك فكها بقوة وهزها.

"علياء ما بك؟"

"انتهيت حميد، انتهيت!"

تفحص يدها فإذا بخط رفيع من الدماء يسقط من يدها جحظت عيونه بشدة هل تحاول علياء قتل نفسها؟

 لمَ؟!!!!

نظر حوله ومزق ملائة السرير على الفور وربط يدها وهو يحاول إفاقتها بدأ جسدها بالارتعاش والبكاء، جرها من يدها أسفل جناحه وذهب للأسفل متجاهل العيون المحدقة به وركب بأول سيارة صغيرة للمشفى العام ببلدتهم

*** 

يتبع....


تكمله الفصل

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال