حكايات بيت الرحايمة_الفصل السابع _ج1 بقلم هالة الشاعر

 الحكاية السابعة 

بيت الرحايمة

(عقد القرآن ... بالمحكمة! )   
(1) 

 

مزق الدعوة التي أعطاها له أحد جيرانه على باب النكاية بكل غل وحقد وأطاح بكل ادواته التي على مكتبة لم يكن هذا هو موعد زفافها، لماذا الحفل آخر الأسبوع؟  

لماذا بعد أيام قليله فقط؟!!،  

لماذا؟!!! 


حكايات بيت الرحايمة_ا
رواية حكايات بيت الرحايمة بقلم هالة الشاعر


يستحيل أن يحدث له هذا يستحيل أن يترك حميد يفوز بها!، مشط شعرة بقوة يجذبه بألم بالغ ولم يبال، يظنون أنه متهور لم يروا شيء.. يقسم أنهم لم يروا شيء. 
ضرب المرآة وصرخ بعلو الصوت  

"مستحيــــــــــل". 

أقتحم والده الغرفة على عجل 

"ماذا هناك؟ ما الذي يحدث لمَ دمرت الغرفة بهذا الشكل؟". 

أقتحم والده الغرفة صارخا به بينما سامي يكتم فمه بقوة يمنع نفسه من الصراخ، جسده في حالة اهتياج وفوران بالغ لم يقرب منها من قبل لقد تسبب في تعطيل الزواج وإخافتهم من قبل لكن هذه المرة يبدو أنه لن يستطيع فعل شيء، المدة قريبة جدا وهي لا تخرج وحدها أبدا دائما معها ذلك المعوق عوض!. 

أخرج الورقة من بين يده التي دمرها تماما ووضعها أمام ابيه الذي فهم على الفور. 

أغتاظ والده بشدة وزمجر بفحيح غاضب من بين أسنانه  

"الم ينتهي أمر تلك الفتاة بعد؟!". 

رمي الورقة بعيدا وصرخ بوجهه  

"لا ولن ينتهي أبدا إلا بعد أن تصبح لي هل تفهم ذلك؟". 

هز والده رأسه بقوة بالغة  

"لا.. لا وألف إلا تلك الفتاة، أختر أي فتاة أخرى.. سافر للخارج وتزوج أجنبيه لا نصف أجنبيه مثلك تلك وأنا موافق، أي فتاة بالعالم عدا تلك الفتاة هل تفهم هذا؟". 

هز سامي رأسه بجنون غير موافق 

"لن أعود للعاصمة وسوف أترك عملي الخاص الذي بدأته وأتي لأقف معك بحملتك الانتخابية وأكون ذراعك الأيمن مثلما تتمنى تماما وسوف أفعل كل شيء تمنيته مني في يوم من الأيام، فقط إذا ما أعطيتني تلك الفتاة". 

شدد والدة الكلمات من بين اسنانه 

"على جثتي أن تأخذ تلك الفتاة". 

ضحك سامي عاليا ضحكه خالية من الحياة 

"أنت لا تفهم أنا لا أخذ الأذن منك؟!، الزيجة ليست متوقفة على رضائك أو عدمه بالأساس، لو كانت وافقت ياسمين لأخذتها بعيدا وتزوجتها رغما عن أنفك!". 

وهدر بغضب بالغ حتى أن والده رجع للخلف خطوتين 

"أنا لا أخذ الاذن منك، بل أريد حيله ماكرة من جعبتك كي ترغم عائلتها على الزواج مني، أفهم ما أطلبه منك!". 

"لا". 

قالها والده باقتضاب وفر خارجا يمكن لأبنه أن يصبح مخيف جدا، حاد الذكاء وقوي البنية وخريج جامعة أجنبية ولامع بعمله، لكنه يمكن أن يكون مخيف جدا أكثر من اللازم في بعض الأحيان حتى هو والده يخشاه! 

كان يجب على تلك اللعينة الموت مع والديها في ذلك اليوم. 

حالما دلف مكتبه الفخم وجد ابنته الكبرى ذات السابعة والعشرون والشعر الأسود البني الكثيف المستقيم دون كسرة واحده ونظارتها الخفيفة واحمر الشفاه القاتم الذي لا يفارق شفتيها مشهد أعتاد رؤيته فهي لا تفارق ظله تقريبا. 

جملة واحدة 

"هل تريد مني التدخل؟". 

كان لازال على حالة يلهث، سامي لم يكن بحالته الطبيعية أبدا وهذا أخافه كثيرا رغم أنه نادرا ما يعرف الخوف! 

هز برأسه فتركت مكتبه على الفور كي تبدأ عملها 

بينما بغرفته دلف لحاسوبه بعد أن أخذه من الأرض وفتح الاختراق الخاص بهاتف ياسمين تضحك بضحكة رنانة مع صديقاتها يستعدون لعقد القران. 

"جيد جيد جيد". 

فتح الخزانة الإليكترونية خاصته بعد أن أطاح بالملابس المكومة عليها وأدخل بصمته وعدة أرقام وسحب جواز سفرة ورزمتين ضخمتين من الدولارات ومسدسة الخاص. 

لقد أعطاها كل الفرص كي تكون له بإرادتها الحرة، فقط لأنها مميزة لأنها تستحق ذلك لكنها أطاحت بتلك الفرصة ولم تدع له مجال آخر غير القوة... والغصب! 

***  

تقف أمام المنزل بهيبتها المعتادة تستند بكل من كفيها على عكاز شامخة بجلباب منزلي لبني اللون، وصلت السيارتان ونزلت كل من الفتاتان بتوتر، ارتفع حاجبها هل يعرفان للخوف أو للخجل معني؟! 

النظرة على وجوههن تصرخ نحن بورطة كبيرة، فتقدموا بتوتر حاولت كل من هاجر وتارا السلام عليها لكنها زمجرت بصوت جامد. 

"الاجنبيتان من قارة أخرى وصلن لمساعدة صديقتهن وأخوتها من العاصمة أخيرا شرفونا بحضورهم!" 

التهكم كان عال للغاية بصوت الجدة، نظرت تارا إلى هاجر بخوف 

"ضعنا وضاعت أمانينا". 

دلفت الجدة دون مبالاة بهم، بينما كل من تارا وهاجر يقسمون بأن حفيدتها طلبت منهم طلبات لانهائية وأغراض كثيرة تنقصها مما أضطرهم للمكوث بالعاصمة، لكن الجدة لم تبال بهم ودلفت لغرفتها وهم خلفها. 

أبتسم لهن الجد فسلمن عليه وعادوا أرضا إلى جوار توحة يطلبن منها السماح. 

فزمجرت إلى أن عادت الاثنتان للخلف بتوتر بالغ 

"وإن افترضنا هذا يا محترمتان، لماذا لم أرى وجه أي منكن خلال الستة أشهر الماضية؟!" 

الحجج برؤوسهن كلها بدت واهيه وتأخرت، نكسوا الرؤوس وشعروا بالذنب لقد بذلت مع كل منهن الكثير من المجهود، ولكنهم خذلوها. 

دلف عبد الجبار في تلك اللحظة يريد أن يزيح السيارات من مدخل البيت كي تدلف عربه خاصة بطعام العرس رحب بالفتيات على عجل وسألهن عن سبب التأخير وجحظت عيونهن بالمساعدة، نظر لوجه والدته وفهم كل شيء "السماح يا توحة لن أوصيك عليهن أنه بمكانه الغالية تماما".  

زمجرت تنادي على أم سعيد كي تحمل صينة الطعام خاصتهم للأعلى وخرجوا من الغرفة يشعرون بالحزن بعد أن أعطوا المفاتيح لعبد الجبار كي يفرغ السيارات ويضعها بمكان مناسب. 

"لا تقسي عليهن يا توحة". 

أرتفع حاجبها بمكر 

"كي لا يعيدوها مرة أخرى". 

قابلهن إبراهيم أثناء صعودهن لياسمين 

"مرحبا عمي إبراهيم". 

"مرحبا يا فتيات لمَ تأخرتن؟!". 

استفسرت كل منهن عن مدى غضب توحه ومتي سوف تحدثهن فرك رقبته  

"البيت كله لا سيرة له حضر الأجانب وأصدقائها من العاصمة تركوها!" 

هلع الاثنان يصرخن أثناء ركضهن للأعلى  

"نحن هالكــــــــات" 

بينما البسمة الشريرة على وجه إبراهيم ازدادت اتساع 

دلفوا كالزوبعة وخرجت كل من سلفيا وكيارا من غرفتهن يعرفون بعضهم البعض ليست معرفة وثيقة إلا أنهم تقابلوا من قبل بأستراليا أثناء إحدى العطل التي قضوها مع ياسمين، تبعتهم أم سعيد بالطعام وهى تناظرهم بحرج فكل من كيارا وسلفيا يقفون بأريحية تامة بمنامات النوم الخاصة بهم ذات الحمالات الرفيعة والشورتات القصيرة جدا... جدا!. 

شهقت كيارا بفرح حينما رأت الطعام ومدت يدها على الفور مستمتعة بمذاق الفطير. 

"هذا الشيء مرة أخرى". 

غمغمت بالإنجليزية أحمرت وجنتي أم سعيد وغادرتهم بعد تحية قصيرة وقبل ان تتحرر كل من هاجر وتارا من حقائبهن دلفت ياسمين تبكي وتشهق بشدة وأغلقت الباب وظلت خلفة تستند عليه بظهرها ثم صرخت مرة واحدة  

I just kill her and get my happiness ever after. 

"فقط سوف أقوم بقتلها وأحصل على نهايتي السعيدة" 

التمع الشر بعيون كيارا وزمجرت 

"ما الذي فعلته؟!" 

***  

أقتحم عبد الرزاق الغرفة الخاصة بالجدة يزمجر بصوت عال فاقد للسيطرة يصرخ بعبد الجبار وإبراهيم خلفه  

"هل فقدت تلك الغبية المطعم والمنزل خاصتها؟!" 

صراخه غريب وكأنهم كانوا ملكا له وياسمين أطاحت بهم!، فوجئت الجدة بالخبر لكنها تمالكت نفسها كي لا يعلم أن ياسمين تخفي عليها شيء وبنفس الوقت فهمت أخيرا تصرفات ياسمين التي صنعت كل شيء بالشقة بيدها ولم ترغب بالشراء مما جعلهم بشجار دائم مع حميدة الفترة الماضية. 

"وما شأنك أنت؟" 

الاهتزاز البسيط والحزين بصوت الجدة لم يخف عن أبراهيم وعبد الجبار لكن عبد الرازق أعمى القلب أردف بما يشبه الصراخ 

"بالطبع شأني الخاص مالي ومال أخي ولنا فيه لكنك أنت السبب بضياع كل هذا الآن تركت ما يقارب المائة مليون بيد فتاة تافهة صغيرة والآن أنظري لحالتنا هذه؟" 

عادت الجدة للوراء وغمغمت ببرود 

"كل من المطعم والمنزل لوالدتها وأخوك كان يرسل كل قرش لنا، لا شأن لك بهذا المال ولا تملك به فلس". 

"هذه الزيجة الشؤم لا نفع منها كنت لأزوجه من أفضل وأغنى منها بمراحل ابن الكلب هذا قضى علينا". 

تركهم غاضب ونظرت الجدة بحدة لإبراهيم 

"أفترض بأنك من تطوع وأخبره!" 

زاغت عيون إبراهيم بحيرة 

"كنت أ أريد أن يخففوا من حدة الطلبات على المسكينة ليس إلا". 

هزت الجدة رأسها بتشكك 

"إذا ما أحزن ياسمين ولو بنظرة واحدة فهي برقبتك أنت يا إبراهيم، أنت من أفسد فرحتها بعرسها تذكر هذا جيدا". 

أبتلع إبراهيم بصعوبة لعابة الذي تحول فجأة لشيء أكثر مرارة من الحنظل! 

بصوت قاسي سألته 

"كيف حدث لها هذا؟". 

شرح لها الوضع سريعا ضربت فخذتها عدة مرات تنوح  

"الغبي بن الغبي الموكوس بن الموكوس، يضيع تعب وشقي أخته وابنه أخته سنوات عمرها كلها من أجل تلك الإليزابيت!!، الصبر يا ولي الالطاف!". 

أخذت أنفاسها 

"أين هو الموكوس؟". 

ارتفعت نظرات إبراهيم بقرف للأعلى  

"ينام بغرفتي بالأعلى يشخر كالبغال!" 

"حالما يستيقظ أتني به لن يعيد لرأسه الصغير الفهم شيء كضربتين من نعلي فوق رأسه الغبي!". 

وافقها عبد الجبار وإبراهيم تماما 

رفعت يدها بتضرع وتذلل إلى الله تدعوا اليه وتبتهل بألا تفقد ياسمين عملها وأن يحميها الله ويحفظها لها من كل سوء وكل شر وألا يريها بها أي مكروه... 

* 

خرج سامي بتلك اللحظة من بوابة منزلة الحديدية العملاقة سوف يخرجها من هذا المنزل بالقوة ولن يهتم لو دلف هو لها حتى لن يثنيه شيء. 

ما إن فتح البوابة حتى ظهر له حارس من حراس والده يمنعه يخبره بأن والده يرغب برؤيته لم يهتم له وهم بالذهاب لكن الحارس الضخم أمسك به فجن جنونه، كان سامي طويل قوي البنية مفتول العضلات فتمكن من ضرب الحارس بوحشيه مطلقه حتى أطاح به أرضا لكن تلك لم تكن خطة أخته الكبرى مطلقا، بل تشتيته فقط كي يتمكن الحارس الآخر من صعقة حتى سقط أرضا مخشي عليه! 

أمرت الحارسان ببرود بأن يدخلوه للمخزن الداخلي بمنزلهم وافراغ جيوبه، أخذت الهاتف والحقيبة فتحتها وارتسم عن شفتها القانية اللون ابتسامة ساخرة أخذتها ومن ثم توجهت لمكتب والدها وأفرغتها فوقه. 

أمسك والدها بالمسدس بتوتر 

"من الجيد أنه لديك الآن كان سوف يفضحنا، التوقيت حساس جدا ولا يمكننا المخاطرة الانتخابات في خلال عام لا اريد شيء سيء يعلق بذاكرة الناس ". 

"لا تقلق أبي، لن أطلق صراحة قبل زواجها". 

أعاد المال والمسدس وجواز السفر إلى خزنته الشخصية وهو يتمتم 

"جيد كل شيء تحت السيطرة". 

***  

"خذ بيدي يا عبد الجبار يا ساتر يا رب". 

هلعت الجدة للجلبة التي حدثت بالأعلى فجأة وأصبح جميع المنزل بحالة هرج غريبة! 

خرج عبد الجبار وإبراهيم مع الجدة والذعر يتملكهم حتى عوض دلف إلى المنزل وعلى عجل أمسك بأحد الصبية الذين يركضون من مؤخرة ملابسة يسأله عن سبب صعودهم للأعلى فصرخ الصغير بوجهه يحاول الانفلات 

"يقولون الاجنبيات بالأعلى يتشاجرون مع حميدة" 

ثم صرخ بعلو صوته في وجه عوض بالكلمة الأخيرة وعيونه الصغيرة في أقصى اتساع لها 

"عاريا". 

جحظت عيون الجدة وإبراهيم وعوض وعبد الجبار وشهقوا غير مصدقين  

"عاريا!!!!!". 

فر الصغير وعبد الجبار وعوض خلفه يركضون والجدة تدعو بالستر أما بالأعلى فذهبت كيارا حمراء الاذنين من الغضب حافية القدمين حالما سمعت من ياسمين ما فعلته بها حميدة وأختها بسبب اختياراتها البسيطة لمنزلها. 

خرجت كيارا من شدة غضبها لم تنتبه لكونها بملابس النوم لكنها أزاحت ياسمين صارخة بأنها سوف تضع حد لهراء هذه المرآة بالحال! 

حالما وصلت إلى شقة ياسمين الجديدة وجدت حميدة أمامها فصاحت بعلو صوتها بالإنجليزية  

"هاي انت!". 

التفتت حميدة وأختها ل كيارا ولسلفيا وياسمين من خلفها يركضون ومن ثم تارا وهاجر 

"يجب عليك الابتعاد عنهم هل هذا مفهوم ضعي أنفك اللعين هذا خارج حياتهم!". 

النبرة من صراخ كيارا كانت تعني شجار وازدراء لم تكن هناك حاجة لحميدة وأختها كي يفهموها، نظرت أخت حميدة لها بازدراء  

"هذه من تركت أبنتي من أجل نسبها يا ست حميدة لديها مثل هؤلاء الصديقات عديمات الحياء يقفن دون ملابس في منتصف الردهة؟!"، ثم لوت شفتها أكثر تنظر لكل من سلفيا وكيارا بازدراء واضح 

"أسترها على ولاينا يا رب!". 

النبرة التكهنية أشعلت ياسمين من الغضب 

"أنا لا اسمح لك". 

"ومن أنت يا قليلة الحياء حتى تسمحي أو تمنعي عني؟ ألا تشعرين بالعار من تلك الهلاهيل التي تسمينها جهاز!". 

"وما دخلك أنت؟! ما الذي كنتِ تفعلينه بالداخل على أي حال؟!". 

تبجحت أخت حميدة  

"أنها شقه أبن أختي مثل شقتي تماما ولي كل الحق فيها يا قليلة الأدب والتربية أنت". 

وهنا هاجت ياسمين تسألها باستنكار إذا ما كانت تسبها والتفتت إلى كيارا التي كانت متلهفة لفهم الحوار بشدة وصرخت بوجهها بالإنجليزية غير مصدقة 

"أنها تسبني!!!". 

وهنا اشتعلت الحرب تماما هجمت كيارا تصرخ وتسبهم وبدأ الأمر بتبادل الالفاظ باللغتين ورغم عدم فهم أي من الطرفين للأخر إلا أن الوضع تطور للتطاول بالأيدي وقد وصل صراخهم لكل أنحاء المنزل. 

وصل عوض أخيرا ليجد حشد هائل يتجمع بالردهة الخاصة بشقة ياسمين ....  

دلف عبد الرازق لشقته يصفق الباب خلفه ليجلف حميد النائم على الاريكة ويضع ذراعه على وجهه بشقة والده لا مكان له سوى على أريكه الصالة لأن الغرفة الوحيدة بخلاف غرفة والده.. أخوته البنات يمكثون بها. 

زمجر بغضب بالغ به عن مدى صحة الأخبار التي سمعها وتفيد بفقدان ياسمين لمنزلها ومطعمها بالخارج، بالطبع حميد كان يعلم فياسمين أخبرته بكل شيء حتى أنها طلبت منه مال من أجل أنهاء أغراضها أرسله لها على الفور فياسمين الوحيدة التي تعلم بأن حميد لديه شركة ديكور تخصه وحده بخلاف عمله لأن والديه يحصلون على راتبه كل شهر ولا يتركون له سوى الفتات! 

أنتفض حميد وهز برأسه بأن ياسمين أخبرته، فصرخ به بعلو صوته 

"منذ متى وأنت تعلم؟!". 

"م منذ ثلاث أسابيع". 

صفعه.. صفعه كارثية مدويه هو كل ما تلاقاه حميد على وجهه ومن ثم أمسك والده بتلابيب ملابسه يسبه وينعته بأسوء الصفات والخصال لأنه لم يخبره على الفور بتلك الكارثة ولم يهدأ ويوقف السباب واللعن إلا عندما أخبره حميد بأنهم سوف يسافرون بعد العرس مباشرة وهناك أمل كبير باستعادة كل شيء. 

هدأ عبد الرازق كثيرا وجلس يلهث على أريكته يهز برأسه يفكر  

وأخرج علبه سجائره من جيب جلبابه 

"ما إن تذهب إلى هناك حتى تضع يدك على كل شيء هل تفهم هذا يا خيبه أملي، اشتهيت أن ترفع رأسي مرة واحدة بالحياة يا ابتلائي!". 

أشعل السيجارة وسحب نفس عميق 

وتمتم بحقد دفين  

"وأريدك أن ترسل لي.. أريد السفر للخارج، أريد للبلدة الغبية تلك أن تعلم أن عبد الرازق جلال له أملاك بالخارج ويستطيع السفر وقتما يشاء". 

وأرتفع رأسه يناظر حميد بعيونه 

"وقتها فقط أرضى عنك، وقت أن أضع يدي على كل شيء ضاع وأخذ مني.. وقتها فقط أرضى عنك يا حميد هل تفهمني؟!" 

هز رأسه بطاعة والدموع حبيسه بعيونه  

"أمرك أبي". 

والده يظن ياسمين ساذجة وغبية وسوف تسلم لهم كل شيء فور زواجها منه لكن كل ما تمناه حميد في تلك اللحظة هو الهروب.. الهروب من هنا بياسمين في أقصى سرعة وعدم العودة مطلقا! 

صوت صراخ عال وهرج ومرج لفت انتباهم وخروج علياء تركض من غرفتها وبيدها الهاتف تصرخ على أبيها وحميد 

"الاجنبيات يتشاجرون مع أمي وخالتي". 

صعد الجميع للأعلى على الفور، أما بالأعلى كان عوض يصرخ بالجميع بأن يتفرقوا خاصه صبيه المنزل الذين ينظرون بانتباه مبالغ فيه للفتيات اللواتي بالكاد ارتدين شيء! 

"اتقوا الله! 

 أتقوا يوما ترجعون إليه!! 

 وتفرقوا يا عديمي النخوة تفرقوا!!!!!" 

صراخ عوض عال وصعدت والدته تلهث أخيرا فركض لها 

"بالله عليك يا أمي أستريهم سترك الله دنيا وآخرة أستريهم!" 

صعدت نعمات راكضه هي الأخرى رفعت رأسها لتجد عبد الجبار أطول واحد بالمكان صحيح أنه لم يكن ينظر إلا أن الغيرة أكلتها لمجرد وقوفه هنا خصوصا أنه كان يتحدث مع ورد التي كانت منكمشة على نفسها للغاية. 

فرقت الحشد من أمامها كي تصل لهم 

"أذهبي وفرقيهم عن بعض هذا شجار نسوة لا يجوز لنا التدخل!". 

هزت ورد رأسها برعب وهمس بشفاه شاحبه 

"لا استطيع!" 

هز رأسه منها وفجأة ظهرت نعمات تجذبه من ذراعه كي يلتفت لها  

"ما الذي تفعله هنا وسط الاجنبيات؟!!" 

زمجرت بعصبيه بالغة، نهرها عن غيرتها الخانقة التي ليست بمحلها مطلقا ومن ثم حسها على فض الشجار بسرعة والتفت لورد يأمرها بأن تأتي بشيء يسترهم سريعا. 

دخلت نعمات بجسدها الضخم وسط الزحام تفرقهم بقوة ووصلت لأول أجنبيه، سلفيا المسكينة التي كانت تشعر بالهلع مما يحدث أمامها، كيارا عصبيه ودائما ما تفتعل الشجارات. 

جرتها من يدها وأخرجتها بعيدا عن الحشد والعيون الفضولية تأكلها أخذتها لتوحة وتنحى عوض وإبراهيم على الفور، غلى قلب إبراهيم وهم بالدخول لجلب ياسمين وحملها بعيدا وليحدث ما يحدث وبالفعل هم بفعل ذلك وما إن خطى خطوتين حتى ظهر حميد يركض بهلع ويدلف بجرأة بين الحشود أزاح كيارا من أمام خالته فتلقت ياسمين ضربه بعينها مبرحة. 

جرها بعيد بعدة خطوات وهي تقاومه تحاول الرجوع لضرب خالته جحظت عيون عوض من بعيد للأريحية التي تعامل بها حميد مع كيارا التي بالكاد ترتدي شيء وصراخ كل منهم على الآخر 

"كيارا اهدئي هذا ليس وقته!". 

أشارت بإصبعها وهي تصرخ  

"هذه المرأة تجاوزت كل الخطوط يجب أن أوقفها". 

كل من عوض وإبراهيم والجدة يتابعون بهلع ما يحدث يبدو أن كيارا سوف تتشاجر مع حميد هو الآخر  

بينما بأخر الردهة حاولت ورد وضع خمار طويل فوق سيلفيا التي منعتها على الفور فاستجمعت ورد أي شيء من الإنجليزية التي تسمعها من ياسمين وهي تشير على ثيابها وأخذت تلوح بأنها يجب أن ترتدي شيء  

شهقت سلفيا برعب عندما انتبهت إلى أنها خرجت دون ثياب وارتددت الخمار سريعا الذي غمرها لما بعد ركبتها أخرجت شعرها ورأسها وهي تغمغم بغير تصديق 

O.M.G 

"لا أصدق انني خرجت هكذا؟!!" 

ثم انتبهت إلى أن كيارا كانت لا ترتدي شيء هي الأخرى وخطفت الخمار الأخر من ورد وركضت إلى داخل الحشد مرة ثانية! 

خلعت أم عوض طرحتها السوداء الكبيرة وحاولت وضعها على كيارا التي تتشاجر مع حميد فزمجرت بها كيارا مستغربه ما تفعله  

صرخ عوض بها يتوسل تقريبا  

"تستري يا أخت سترك الله دنيا وآخرة، تستري". 

والتفت إلى حميد الذي يقف أمامها دون أن تهتز له شعرة  

"أخبرها بلغتها بأن تستر نفسها يا ابن العم!" 

نظر لها حميد من أعلى لأسفل ثم زمجر بها  

"بحق الجحيم لمَ تقفِ هكذا عاريه؟!". 

نظرت كيارا الي الأسفل وانتبهت أخيرا إلى أنها بملابس النوم  

"!!!!!!O.M.G" 

رفعت رأسها بهلع لحميد وأمسكته من مقدمة ملابسة وهي تناظر العيون من حولها أخيرا  

"حميد أنقذني أعطني ملابس!". 

دخلت سلفيا على الفور، ولكنها فشلت تماما في إيجاد الفتحة الخاصة بالرأس وساعدتها أم عوض فغمر الخمار أغلب جسدها هي الأخرى  

"بسم الله مشاء الله" 

كانت أم عوض مبهورة بجمال الفتيات تتمنى لعوض زوجه جميلة مثلهن 

"سترك الله دنيا وآخرة يا أمي والله قلبي كان سيقف لم ينتبهوا لأنفسهن فطرة الله يا أخوان فطرة الله!" 

كان عوض يصرخ بالجميع من حوله ثم سمعوا صوت صراخ عال لياسمين ومن ثم فقدت الوعي! 

***  

ممدده بغرفة الجدة على الأرض وحميد يربت على وجنتها بخوف  

"ياسمين ياسمين أفيقي أرجوك". 

ثم التفت وصرخ بهم 

 "لنأخذها على المشفى!" 

فضت الجدة الجمع الغفير بغرفتها كي تتمكن ياسمين من التنفس بشكل سليم ولم يتبقى سوى أصدقائها وبعض المقربين تقف كل من هاجر وتارا وسيلفيا يراقبون ياسمين فاقدة الوعي بهلع. 

بينما كيارا يتعاكس ذراعيها فوق صدرها بأريحيه تراقب أخر الوفود التي تغادر الغرفة وتراقبها هي وسلفيا بفضول قاتل! 

أزاح عوض حميد من فوق ياسمين  

"يكفِ يا ابن العم دع هذا الأمر للجدة لا يجوز تلامسكم هذا!". 

حينما تأكدت كيارا من أن الغرفة أصبحت أمنه كفاية تبخترت إلى حيث ياسمين ممده أرضا 

Well, it's over now. 

"حسنا أنتهى الامر الآن" 

غمغمت كيارا ببرود وانحنت فوق ياسمين تمد لها ذراعها ففتحت ياسمين عيونها على الفور 

"تبا تيبس جسدي". 

غمغمت لكيارا التي تفهما جيدا بينما الجميع فارغي الافواه غير مصدقين مدى جنون ياسمين التي أتقنت الاغماء تماما! 

استندت ياسمين على ذراعيها ولازالت ممدده أرضا  

"حسنا ما رأيكم بي؟!" 

 وصل إليها ابراهيم بغيظ بالغ وكان اول الموجودين صارخا  

"هل تمزحين يا ياسمين لقد سقط قلبي تماما حينما اغمى عليك وانت تمثلين؟!!" 

 نظرت له نظره بلهاء  

"وكيف تعتقد انه تم فض الشجار؟، الكل توقف بسبب ظنهم انني فقدت الوعي، لم يكن هناك طريقه أخرى" 

 واخيرا نظرت الى كيارا ومدت يدها ووقفت  

"ما رأيك توحة؟" 

 عادت الجدة الى الوراء وقد كانت متألمة للغاية لقد ظنت بجديه بالغه ان ياسمين فقدت وعيها  

"اتعبت قلبي معك يا ابنه الغالي". 

غمزت ياسمين بمكر لها وهنا شعرت بألم بالغ في خدها 

 تأوهت تماما وامسكت بوجهها 

 "اه حميد أنقذني!!". 

 ومن ثم جرت نحو المرآه المعلقة بغرفه الجدة  

"كيف يمكننا الذهاب الى عقد القران بهذه الكدمة بوجهي؟!" 

 زمجر عبد الجبار  

"لنأجله إذا"  

"لا لا لا لا لا لا لا" 

 ضربت ياسمين الأرض بقدمها 

"لن أؤجله ابدا مرة اخرى اقسم انني سوف اتزوج هذا الاسبوع هل تفهمون جميعا هنا" 

 دلف خالها أشعث الشعر يفرك عيونه  

?Hey, guys, what's going on here 

"مرحبا شباب ماذا هناك؟" 

التوى فم عبد الجبار بمراره 

 "ها قد اتى سبع الرجال!، ما الذي كنت تفعله يا سبع الكرنبة!". 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال